الحب باب القرب

موضوع: الحب باب القرب الأحد أكتوبر 16, 2011 7:56 pm

محبة الله ورسوله فريضة على كل مسلم ومسلمة فهو من لوازم الإيمان وأسسه
والمحبة السليمة الصحيحة تقوم على المعرفة بالعقل والقلب معا وعلى الموافقة بين المحب والمحبوب
ثم ان الحبة ذاتها على مراتب ودرجات منها :
1-محبة عامة الناس
2-محبة الصادقين
3-محبة العارفين
ودوام المحبة يأتى من خلال ان تكون خالصة لله ...والحب جوهر الحياة وهو يولد فى النفوس طاقة
لا تعادلها طاقة أخرى فى الكون ولا تقاربها واذا كان الحب شعورا انسانيا يستقر فى القلب بعد العقل
واذا كان الصوفية أرباب العقول وأهل القلوب كان من الطبيعى واللازم ان يكون احتفاؤهم بموضوع الحب احتفاءا بالغا حيث بقول شاعرهم
وأحسن حالة الإنسان صدق
وأكمل وصفه حاء وباء
ولكن ليس الحب مجرد وصف لا دليل عليه فالذين ادعوا محبته طولبوا بالدليل
(قل إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله)
وليس الاتباع بالمظاهر الشكلية انما هو اتباع سلوكى واخلاقى ويأتى كثمرة من ثمار المحبة بلا تكلف او مشقة
لقد أعلى الله عز وجل قدر المحبة فوق كل ما سواها وما اجمل الحب فى الله وعلى الله ولله
وما اجمله اذ يكون لرسول الله صلى الله عليه وسلم ...اليس المرء مع من أحب؟
قال صلى الله عليه وسلم : والذى نفسى بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا
أو لا أدلكم على شىء إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم

يتبع إن شاء الله

لنكمل الآن بدأ من الحديث عن معنى الحب وأرقى مراتبه
يقول الحارث المحاسبى (ميلك الى الشىء بكلك ثم ايثارك له على نفسك وروحك ومالك
ثم موافقتك له سرا وجهرا ثم علمك بتقصيرك فى حبك
ويقول الشبلى ( سميت المحبة لأنها تمحو من القلب ما سوى المحبوب )
ويقول يحيى بن معاذ ( المحبة مالا ينقص بالجفاء ولا يزيد بالبر)

والصوفية اذ يتحلون بهذا الحب الراقى فإن حبهم يمتد ليعم المجتمع بأسره فهو حب إنسانى عام شامل للناس جميعا
لان البشرية من صنع حبيبهم الاعظم وخالقهم الأكرم فمن أحب الصانع أحب صنعته
ولهذا مستحيل ان تجد فى قلب الصوفى الحق بغضا لمخلوق بحقه وتلك هى اسمى عواطف الروح

يتبع ان شاء الله بذكر الامثلة عن مشايخنا واقطابنا الاكابر

من أروع امثلة الحب الذى يتولد من عمق الايمان مما يؤثر عن سيدى احمد الرفاعى رضى الله عنه انه كان محبا لله ومن هذا الحب انبثق حبه للناس جميعا بل حبه للكون كله

وقد قال:من أحب الله علم نفسه التواضع وقطع عنها علائق الدنيا وآثر الله على جميع أحواله واشتغل بذكره ولم يترك لنفسه رغبة فيما سوى الله وقام بعبادته

وها هو سيدى ابراهيم الدسوقى يقول : لا يكمل الصوفى حتى يكون محبا لجميع الناس مشفقا عليهم ساترا عوراتهم فإن ادعى الكلام على خلاف ما ذكرنا فهو كاذب

ويقول سيدى جلال الدين الرومى : ان الحب يحول المر حلوا والتراب برا والكدر صفاء والالم شفاء والسجن روضة والسقم نعمة والقهر رحمة وهو الذى يلين الحديد ويذيب الحجر ويبعث الميت وينفخ فيه الحياة ويسود العبيد 0..ان هذا الحب هو الجناح الذى يطير به الانسان المادى الثقيل فى الأجواء ويصل من السمك الى السماك ومن الثرى الى الثريا

واذا سرى هذا الحب فى الجبال الراسيات ترنحت ورقصت طربا

ويقول ايضا : ان الحب تراث ابينا آدم اما الدهاء فهو بضاعة الشيطان

ان الداهية الحكيم يعتمد على نفسه وعقله اما الحب فتفويض وتسليم

ان العقل سباحة قد يصل بها الانسان الى الشاطىء وقد يغرق

وان الحب سفينة نوح لا خوف على ركابها من الغرق

هذا وبحر الحياة هائج ليس السباحة فيه بالخطب اليسير فخير للانسان ان يأوى الى سفينة مأمونة من الغرق

وهى سفينة الايمان والحب