منتدى روضة مجمع البحرين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى روضة مجمع البحرين

ساحة الشيخ محمد الطيب الحسانى
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 محمد اقبال والأمة العربية د / عبد الله الطرازى

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الدسوقى

ابراهيم الدسوقى


عدد المساهمات : 308
تاريخ التسجيل : 13/10/2011
العمر : 48
الموقع : دشنا

محمد اقبال والأمة العربية د / عبد الله الطرازى  Empty
مُساهمةموضوع: محمد اقبال والأمة العربية د / عبد الله الطرازى    محمد اقبال والأمة العربية د / عبد الله الطرازى  I_icon_minitimeالجمعة نوفمبر 04, 2011 1:21 pm

محمد إقبال والأمة العربية

د. عبد الله الطرازي

لقد ظهرت الثقافة العربية الإسلامية بعد مجيء الإسلام، واستلمت زمام القيادة الفكرية الحضارية في العالم، وأخذت تسير في التطور والتقدم والتأثير لعدة قرون، ورحبت باستقبال أنواع المعرفة من الحضارات السابقة كاليونانية والهندية والفارسية وغيرها عن طريق الترجمة في العصرين الأموي والعباسي، وفق شروط مقومات الحضارة العربية الإسلامية، مقدرةً دور الآخرين وجهودهم في كثير من المجالات الفكرية والعلمية.

وانتشرت الثقافة العربية الإسلامية منذ القرون الوسطى في العالم الغربي، وكان العرب والمسلمون يمثلون العلم الحديث، كانوا رواداً في المناهج العلمية الحديثة، وقد نهل علماء أوروبا من المصادر العربية الأصيلة، ووجدوا فيها ضالتهم المنشودة، فعكفوا على دراستها وتحليلها ونشرها في بلادهم.
أما هذا العصر الذي نعيش فيه، فهو عصر الهيمنة الثقافية التي تأثرت بالهيمنة الاقتصادية، وفي هذا الجو تتعاظم أهمية العلاقات الثقافية. ويصبح لتبادل الفكر الثقافي دور كبير في تقوية الروابط الإنسانية بين جميع الشعوب، والثقافة العربية الإسلامية مؤهلة لتعيد دورها في التعاون العالمي عن طريق المشاركة الفكرية لخير البشرية.
وحدثت تطورات خطيرة واضطرابات كثيرة في شؤون الدول في القرون الماضية، وأصبحنا الآن في عصر التحديات والخلافات والمظالم، وفي هذا الوقت جاءت دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز –حفظه الله– لحوار الأديان والثقافات، وأقيمت ثلاث مؤتمرات (في مكة ومدريد والأمم المتحدة) وتكللت بالنجاح العظيم، بفضل الله تعالى وتأييده للخير الذي قصده خادم الحرمين الشريفين من أجل صلاح البشرية، وقد رحب العالم شعوباً وحكاماً بقرارات تلك المؤتمرات، ليعيش الجميع في ود ومحبة وتعاون وسلام.
العلاقات الثقافية بين العرب وأهل الهند والسند قديماً
لقد تطورت العلاقات المختلفة السياسية والعلمية والثقافية والاقتصادية في عصرنا الحاضر بين الشعوب العربية والشعب الباكستاني، وكذلك زادت المشاركة الثقافية الفكرية بين الأدبين العربي والأردي، كنتيجة طبيعية للعلاقات التاريخية الإسلامية المستمرة بين الطرفين منذ صدر الإسلام إلى الآن، ويعد أدب محمد إقبال مثالاً متميزاً في التأثير والتأثر العربي الباكستاني.
نظرة محمد إقبال إلى البلاد العربية
يُعد العلامة الدكتور محمد إقبال (شاعر باكستان) من كبار المفكرين والشعراء في العالم الإسلامي، وكما أنه اشتهر بأدبه وفكره في شبه القارة الهندية، فإن صيته انتشر في البلاد العربية والإسلامية والأوروبية، وحظي باهتمام رجال الفكر والأدب الذين قاموا بدراسة أشعاره وترجمتها إلى لغات مختلفة، وبنشر الكتب والمقالات عنه لبيان مكانته الأدبية والفكرية، لأن إقبالاً لم يكن شاعراً أديباً فحسب، بل كان مفكراً حكيماً، وحقوقياً بارعاً، وزعيماً سياسياً، ولذلك أصبحت جوانب من فكره وحياته مواضيع للحصول على درجات الماجستير والدكتوراه في عدد من الجامعات في العالم.
لقد تحدث محمد إقبال في دواوينه عن البلاد العربية عامة وعن المملكة العربية السعودية خاصة، ويحتاج بيان ذلك إلى دراسة مستقلة. ولكنني هنا أقدم بعضاً من آراء محمد إقبال في هذا المجال.
محمد إقبال والأمة العربية
يذكّر محمد إقبال الأمة العربية بمجدها وعظمتها في الماضي، ويدعوها إلى الفكر والعمل، وإلى الوحدة والاتحاد، ليعود إليها ذلك المجد العظيم، فيقول:
وي كأن لم تشرقوا في الكائنات
بُهدى الإيمان والمنح الرشيد
ونسيتم في ظلام الحادثات
قيمة الصحراء في العيش الرغيد
كل شعب قام يبني نهضة
وأرى بنيانكم منهدماً!
في قديم الدهر كنتم أمة
لهف نفسي كيف صرتم أمما؟!
فكروا في عصركم واستبقوا
طالما كنتم جمالاً للعُصُر
واملؤوا الصحراء عزماً واخلقوا
مرة أخرى بها روح عُمر
محمد إقبال يتحدث عن دور الأمة العربية
لقد خصص محمد إقبال –قبل وفاته بقليل، في سنة 1938م– قصيدة من أبدع قصائده للحديث عن الأمة العربية، ليسجل فيها فضلها وسبقها في حمل الرسالة الإسلامية، والأخذ بيد الإنسانية من ظلمات الضلال والجهل والقيد، إلى نور الإيمان والعلم والحرية، وافتتاحها لتاريخ جديد وفجر سعيد.
يتحدث محمد إقبال في تلك القصيدة عن الأمة العربية، وما أصابها من مصائب بسبب الاستعمار، ثم يتحدث عن بلاد الحرمين الشريفين ومكانتها العظيمة بين البلاد الإسلامية، ودورها الكبير في نشر الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها، وفي البداية يذكر شخصية النبي محمد صلى الله عليه وسلم، التي كانت على يدها نهضة هذه الأمة وسعادتها، بل نهضة الإنسانية وسعادتها، فيقول:
«أيتها الأمة العربية، التي كتب الله لباديتها، وصحرائها الخلود، مَنْ غيركِ الذي أكرمه الله بالسبق على قراءة القرآن؟ مَنْ غيركِ الذي أطلعه الله على سر التوحيد، فنادى بأعلى صوته: لا إله إلا الله؟ إن ذلك الرسول الكريم أعاد الخصب والنمو إلى هذه الصحراء، فأنبتت الأزهار والرياحين. وإن الحرية الحقيقية قد نشأت في ظل الإسلام، وإن الجسد البشري كان بلا قلب وروح، فأعطاه الإسلام القلب والروح، وأفاض الحياة بالعلوم والمدنية، وأنجب أبطالاً وقادة مؤمنين، أقاموا المعارك الفاصلة بين الحق والباطل، لينتشر الخير في كل مكان».
محمد إقبال يعاتب الأمة العربية
بعد ما مدح محمد إقبال رجالات الأمة العربية، وذكر حماستهم الإسلامية، وغضبتهم في الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم في العصور السابقة، وأبدى لذلك فرحه وسروره، نجده يقف برهة، ويشعر بالحزن بما يرى في عصره من خمود العرب بعد النشاط، والفرقة بعد الوحدة، فيخاطبهم معاتباً ويقول:
«يا أيها العرب، أسفاً على هذا الخمود والجمود، ألا ترون الأمم الأخرى، كيف تقدمت وسبقت! أما أنتم فقد كنتم أمة واحدة قوية، أمة الإسلام، فصرتم اليوم أمماً وتفرق جمعكم، عودوا إلى رشدكم ووحدوا الصفوف وارفعوا شأن أمتكم».
محمد إقبال يخاطب الأمة الإسلامية في الشرق
يخاطب محمد إقبال المسلمين في الشرق، ويذكرهم بأمجادهم العظيمة، ويدعوهم إلى الاتحاد، موضحاً ما يجب عليهم عمله، ففي قصيدة له بعنوان (والآن ماذا يجب أن نصنع يا أمم الشرق؟) يقول:
تئن الخلائق في الأرض طرا
وقد سامها الغرب ظلماً وجوراً
فيا أمم الشرق فيم التواني
لقد آن أن يصبح الشرق حراً
مضى الليل وانجاب عهد الظلام
وبعد الدجى ينهض الصبح فجراً
لقد آن للروح أن تستفيق
وللشرق أن يستبين الدليلا
فتى الشرق أنت الوفي الأمين
فأظهر يد العزم للناس جهرا
ووحد بلادك صوب العلا
بإيمانها تلق عزاً ونصراً
وهكذا جعل محمد إقبال أدبه لتوجيه الأمتين العربية والإسلامية نحو الاتحاد والعمل، ليعود المجد إلى المسلمين كما كان ويعيشوا في عزة وكرامة عاملين لخير الإنسانية في كل أرجاء العالم.
ثانياً: إعجاب الأدباء السعوديين بأدب محمد إقبال
إن العلاقة الفكرية قوية بين محمد إقبال والعالم الإسلامي بصفة عامة والعالم العربي بصفة خاصة، عبر عنها محمد إقبال في أشعاره وكتبه بمشاعر جياشة، وكذلك عبر عنها الأدباء والمفكرون في العالم الإسلامي في كتبهم وبحوثهم ومقالاتهم بتقدير كبير.
ولقد اهتم عدد كبير من المفكرين والأدباء وأساتذة الجامعات في المملكة العربية السعودية بدراسة شعر محمد إقبال، وتعريف مكانته الأدبية وخدماته للفكر الإسلامي، في مقالاتهم في المجلات والصحف، وبكتابة فصول في مؤلفاتهم، وإلقاء محاضرات في السعودية وفي باكستان بمناسبة الاحتفال السنوي باليوم الوطني.
فمن هؤلاء: صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله الفيصل -رحمه الله-، وصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، والدكتور عبدالله عمر نصيف، والأستاذ أحمد زكي يماني، والأستاذ عبدالعزيز الرفاعي، والأستاذ أحمد صالح جمجوم، والأستاذ محمد حسين زيدان، والأستاذ محمد سعيد العمودي، والأستاذ عبدالله بن إدريس، والأستاذ أحمد عبدالغفور عطار، والأستاذ محمد حسن فقي، والأستاذ حسن عبدالحي القزاز، والأستاذ محمود عارف، والأستاذ محمد عمر توفيق، والأستاذ علي حسن فدعق، والأستاذ عبدالله المزروع، والأستاذ عبدالقدوس الأنصاري، والشيخ عبدالحميد الخطيب، والأستاذ رياض الخطيب، والشاعر محمد حسن عواد، والشاعر أحمد إبراهيم الغزاوي، والأستاذ عبدالله أحمد بوقري، والدكتور عبدالباسط بدر، والشيخ الدكتور عايض القرني، والأستاذ أحمد محمد جمال أستاذ بجامعة أم القرى في مكة المكرمة، والأستاذ الدكتور محمد سعد حسين الأستاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود في الرياض، والأستاذ الدكتور عاصم حمدان الأستاذ بجامعة الملك عبدالعزيز في جدة وغيرهم كثيرون.
مقتطفات من آراء الأدباء السعوديين
هناك عدد من أصحاب العلم والأدب والفكر من السعوديين الذين تحدثوا عن محمد إقبال، وإن الكلمات والمقالات والفصول التي كتبها هؤلاء الكرام تحتاج إلى جهد خاص لجمعها في كتاب مستقل، ولكنني هنا أكتفي بذكر عبارات قليلة من أقوال بعضهم حول شعر محمد إقبال وبيان أثره في الأمة الإسلامية.
كلمة الأمير عبدالله الفيصل
دعي صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله الفيصل -رحمه الله- إلى حفل السفارة الباكستانية بصفته (ضيف شرف) بمناسبة احتفال باكستان بيومها الوطني في مارس 1957م. وألقى سموه كلمة وأثنى فيها على شاعر باكستان محمد إقبال، ومما جاء في خطاب سموه الكريم قوله: «عند الحديث عن العلماء والمفكرين المسلمين فإن العلامة محمد إقبال سيذكر كواحد من أبرز المتمسكين بالحق، وقد أمضى حياته يحث الأمة الإسلامية على أن يكون لها مكانة مرموقة في العالم، وذلك بالالتزام بتعاليم الإسلام ومبادئه وآرائه المبنية على الحرية والأخوة والمساواة. ودعا المسلمين أن يعملوا لبناء الاتحاد الإسلامي، وسيذكره التاريخ دوماً كمفكر عظيم، قوي الإيمان، وكبطل من أبطال الإسلام».
كلمة الأمير خالد الفيصل
صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة، أيضاً من المعجبين بشعر محمد إقبال، فقد نشرت قصيدة لسموه في مجلة الفيصل قبل سنوات بعنوان (شاعر من شبه الجزيرة العربية يحيي شاعر العالم الإسلامي) وقد عبر سموه في هذه القصيدة عن إعجابه بشعر محمد إقبال وآرائه، ومما جاء في حديث سموه الكريم قوله: «إن إقبالاً نبه المسلمين وأيقظهم للحصول على الحرية والاستقلال ليعيشوا في عزة وكرامة، وأوجد فيهم مشاعر لفهم حقيقة شخصيتهم العظيمة ودورهم القيادي في هذا الوجود لخير الإنسانية، هذا هو الإنجاز الفكري للعلامة محمد إقبال، الذي يعد فخراً للعالم الإسلامي، بأن شاعراً عظيماً مثله ظهر في ذلك الزمن العصيب».
كلمة الأستاذ الدكتور عاصم حمدان
يقول الأستاذ الدكتور عاصم حمدان أستاذ الأدب العربي في تقديم كتابي الذي ألفته عن محمد إقبال: «لقد استطاع محمد إقبال أن يجمع بين المنفعة الفكرية والقيم الجمالية في شعره، فأبدع أدباً جديراً باحترام كل العصور، فهو شاعر ملتزم عالج المسائل الإنسانية الكبرى من خلال فهمه لتعاليم الإسلام، وجعل الفن الأدبي في خدمة الفكر، وإن عظمة الفن لا تعتمد على الشكل بل تعتمد على المادة، وعندما يكون الأدب أكثر تكريساً لزيادة سعادة الناس في هذه الحياة، أو لتوسيع نطاق التعاطف الإنساني في هذا العالم، وذلك عن طريق الدعوة إلى الإيمان والخير والمحبة، فإنه يكون أدباً عالمياً يخدم الفكر الصالح العام ويخدم القضايا الإنسانية كلها».
كلمة الأستاذ عبدالله بن إدريس
كتب الأستاذ عبدالله بن إدريس مقالاً قبل سنوات تحدث فيه عن شعراء الإسلام، ومما جاء فيه عن محمد إقبال قوله: «إذا كان ارتقاء الأدب العربي بظهور أمير الشعراء أحمد شوقي، فإن الأدب الإسلامي كله قد وجد نوراً جديداً بظهور محمد إقبال».
كلمة الأستاذ محمد سعيد العامودي
كتب الأستاذ محمد سعيد العامودي، عن محمد إقبال بعنوان (شاعر الإسلام) فصلاً في كتابه (من أوراقي) يقول: «في كل عام تحتفل باكستان بذكرى شاعرها الكبير وشاعر الإسلام الدكتور محمد إقبال، ذلك لأن إقبالاً لم يكن شاعراً عادياً، أو شاعراً محدود الأفق، أو شاعراً من شعراء الوطنية الإقليمية الضيقة، وإنما كان شاعراً أبعد أفقاً من ذلك، كان شاعراً إسلامياً ملتزماً، ولذلك كان ظهوره في هذه المرحلة من تاريخ المسلمين حدثاً عظيماً، واستحق بشعره الذي طالما تغنى فيه بأمجاد الإسلام وأشاد فيه بعظمة المسلمين، أن يلقب بشاعر الإسلام».
اهتمام الأستاذ أحمد عبدالغفور عطار بأدب إقبال
كذلك من المفكرين والأدباء السعوديين الذين اهتموا بدراسة أدب محمد إقبال وبينوا مكانته في العالم، الأستاذ أحمد عبدالغفور عطار، حيث جعل فصلاً كاملاً في كتابه (كلام في الأدب) لبيان مكانة أدب محمد إقبال. طبع في جدة سنة 1384هـ وكذلك نشر مقالاً عنه بعنوان (محمد إقبال) في جريدة عكاظ سنة 1960م .
المؤتمر العالمي في قرطبة برئاسة الدكتور نصيف
عُقد مؤتمر عالمي حول شخصية العلامة محمد إقبال وآثاره الفكرية، بدعوة من الرابطة الفرنسية (الإسلام والغرب) في باريس بفرنسا، ومؤسسها البروفيسور فرانسيس لامان، وبمشاركة (معهد التبادل الفكري للثقافات) في قرطبة بأسبانيا سنة 1991م، وكان حفل الافتتاح للمؤتمر في جامع قرطبة في إسبانيا، وقد اشترك فيه عدد كبير من المفكرين والأدباء وأساتذة الجامعات من أنحاء العالم، قدموا بحوثاً حول شخصية محمد إقبال وأدبه وفكره.
وقد دُعي إلى هذا المؤتمر من المملكة العربية السعودية، معالي الدكتور عبدالله عمر نصيف، الأمين العام الأسبق لرابطة العالم الإسلامي، الذي افتتح المؤتمر في جامع قرطبة وكنت أحد المشاركين في هذا المؤتمر.
كلمة الدكتور عبدالله نصيف في المؤتمر
لقد تم افتتاح المؤتمر في جو إسلامي في جامع قرطبة في بلاد الأندلس، هذا الجامع التاريخي الذي بقي مغلقاً لأكثر من خمسمائة سنة، قد تم فتحه لهذه المناسبة العلمية، وصلى فيه المسلمون المشاركون في المؤتمر لأول مرة بعد هذه المدة الطويلة، وألقى معالي الدكتور عبدالله عمر نصيف كلمة الافتتاح وجاء فيها قوله:
«الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً وبعد.. فيسرني مشاركتي في اللقاء الدولي عن الحكيم الفيلسوف الشاعر (إقبال) الذي تشرب مبادئ الإسلام ومثله.. أدرك حقيقة هذا الوجود في ضوء الإسلام، وسعى جاهداً إلى نشر رسالة السلام والمحبة والتعاون بين الشعوب على اختلاف ألوانها ومشاربها من ناحية، وإلى التأكيد على أهمية وحدة المسلمين وتضامنهم وتكاتفهم لإعادة الثقة إلى نفوسهم بعظمة الدين الذي ينتمون إليه، وبذل كل جهد مستطاع للعودة بالأمة إلى طريق الله القويم والصعود بها إلى مدارج العزة والكرامة والمجد، والأخذ بالأسباب التي تمكن المسلمين من إعادة الحضارة الإسلامية إلى سابق روعتها وبهائها، وقد قدم أفكاراً رائعة في هذا الصدد من خلال كلماته وأشعاره ومشاركاته في اللقاءات الإسلامية العديدة.
وقد أجاد الصديق العزيز (البروفيسور فرانسيس لامان) في اختيار مواضيع اللقاء بعناية، وكذلك في عقد المؤتمر في قرطبة (المدينة الأندلسية الإسلامية) التي شهدت أوج الحضارة الإسلامية في أوروبا، كما أن عقد الجلسة الافتتاحية في رحاب مسجد قرطبة الذي كان مغلقاً لفترة طويلة من الزمن يعتبر إنجازاً عظيماً، حيث نجح البروفيسور فرانسيس لامان في إقناع الجهات المسؤولة بفتحه في هذه المناسبة، وشهدت الشخصيات التي شاركت في المؤتمر من المسلمين وغيرهم روعة تلك الخطوة الرائدة مما كان له أثر طيب على المداولات والمناقشات التي تمت في جلسات المؤتمر، وقد تأكد للجميع أن للإسلام دوراً فعالاً في إرساء السلام والمحبة في نفوس البشر جميعاً، وأنه يدعو إلى تعاون الأديان السماوية على البر والتقوى، وتحقيق مصالح الشعوب والأفراد بالحكمة والروية وبُعد النظر، وبذل الجهد لإيجاد السعادة والرفاهية لجميع الشعوب، وتفويت الفرصة على كل من يشكك في نزاهة الإسلام وعدالته وصلاحيته في عالم اليوم، وبراءته مما ينسب إليه من تطرف وعنف أو غير ذلك. فالشكر لله أولاً على توفيقه ثم إلى البروفيسور فرانسيس لامان على حسن اختياره للزمان والمكان والمشاركين. ورحم الله إقبالاً وأسكنه فسيح جناته».
ثم في اليوم الأول للمؤتمر جاء دوري لتقديم أول بحث في المؤتمر وكان عنوان بحثي (عالمية أدب إقبال) وبعد ذلك استمر المؤتمر لمدة ثلاثة أيام، تحدث خلالها المفكرون والأدباء وأساتذة الجامعات من جميع أنحاء العالم، وكان مؤتمراً عالمياً عظيماً وكانت موضوعاته لخير الإسلام والمسلمين، بل ولخير الإنسانية جمعاء، بتوفيق من الله تعالى، وقد طبعت بحوث المؤتمر بأربع لغات، العربية والإسبانية والفرنسية والإنجليزية.
محمد إقبال يخاطب شعب المملكة العربية السعودية
استمع إلى محمد إقبال وهو يعبر عن معان عظيمة في شعره الذي يفيض بالحب والإخلاص للمملكة العربية السعودية حيث يقول:
أمة الصحراء يا شعب الخلود
مَنْ سواكم حل أغلال الورى؟
مَنْ سواكم في حديث أو قديم
أطلع القرآن صبحاً للرشاد؟
هاتفاً في مسمع الكون العظيم
ليس غيرُ الله رباً للعباد؟
محمد إقبال يمجد جهود الملك عبد العزيز
ونجد إقبالاً في الأبيات التالية يمجد جهود قائد المسيرة الإسلامية المغفور له جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه، في سنة 1937م أي قبل أكثر من سبعين عاماً، ويؤكد بأن المسلمين ينتظرون منه الخيَر الكثير للأمتين العربية والإسلامية، ويقول:
قم وانشر التوحيد في الد
نيا ووحد الأمم
فأنت خير من دعا
وأنت خير من حكم
وإن ما جاء في قول محمد إقبال كان قد تحقق ويتحقق -بفضل الله تعالى- على يد المغفور له جلالة الملك عبدالعزيز -رحمه الله- بدعوته إلى التوحيد بعد تأسيس المملكة العربية السعودية التي صارت رائدة للأمة الإسلامية كما كانت من قبل، ودعوته إلى التضامن العربي الإسلامي، وقد شاهدنا آثار تلك الدعوة في الجهود المبذولة في عهود أبنائه الكرام الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد -رحمهم الله- ونشاهد اليوم جهوداً عظيمة لخير الإسلام والمسلمين بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- لتبقى راية الإسلام عالية خفاقة، ويعود المجد إلى الأمة الإسلامية، وأن يعم الأمن والسلام أرجاء العالم.
حب محمد إقبال لمكة المكرمة والمدينة المنورة
لقد عاش محمد إقبال -مدة حياته- يعبر عن حبه لبلاد الحرمين الشريفين وشوقه لرؤية مكة المكرمة والمدينة المنورة، ولكنه لم يستطع السفر إليهما بسبب إصابته بمرض القلب لسنوات عديدة.
وقد تغنى محمد إقبال في شعره بحب سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم وأشواقه إلى مدينته، وكان في آخر حياته كلما ذُكرتْ المدينةُ المنورة فاضتْ عيناه وانهمرت الدموع، ولكنه رحل إليها بخياله القوي وشعره العذب، وقلبه الولوع الحنون، وحلق في أجوائها المباركة.
وكان شعر محمد إقبال في الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم من أبلغ أشعاره وأقواها، وعصارة عمله وتجاربه، وكان تصويراً صادقاً لعصره، وتقريراً عن أمته، وتعبيراً عن عواطفه، وقال أبياتاً يتخيل فيها أنه مسافر إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة –شرفهما الله– يسير به الركب على رمال كأنها أنعم من الحرير من شدة الشوق، ويصور دخوله المسجد النبوي وصلاته فيه، وسعادته بالسلام على الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم يتحدث عن نفسه، ويتحدث عن حالة أمته، ويتحدث عن آلامه وآماله، ثم يُذّكر المسلمين بتاريخهم المجيد، ويدعوهم إلى أصول دينهم المبين واتباع سنة رسولهم الكريم، ليفوزوا بالسعادة في الدارين.
وقد سميت هذه المجموعة من الأشعار باسم (هدية الحجاز) كأنها هدية طيبة حملها محمد إقبال من مكة المكرمة والمدينة المنورة إلى أصدقائه في بلاده، وإلى جميع أحبابه المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.
هكذا ناضل العلامة محمد إقبال بعلمه وعمله في خدمة وطنه باكستان، وشارك بجهده وإخلاصه في دراسة القضايا الفكرية والاجتماعية والسياسية التي تهم الأمة الإسلامية، وساهم بأدبه وفكره في إثراء الأدب العالمي لخير البشرية، حتى توفي سنة 1938م، فرحم الله إقبالاً رحمةً واسعة.

منقووووول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://arena1-net.yoo7.com/
زهرة بنت ساحة الطيب
الإدارة
الإدارة
زهرة بنت ساحة الطيب


عدد المساهمات : 536
تاريخ التسجيل : 03/10/2011
العمر : 44
الموقع : http://eygpt.forumegypt.net/

محمد اقبال والأمة العربية د / عبد الله الطرازى  Empty
مُساهمةموضوع: رد: محمد اقبال والأمة العربية د / عبد الله الطرازى    محمد اقبال والأمة العربية د / عبد الله الطرازى  I_icon_minitimeالخميس نوفمبر 10, 2011 8:08 am

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://arena1-net.yoo7.com
ابراهيم الدسوقى

ابراهيم الدسوقى


عدد المساهمات : 308
تاريخ التسجيل : 13/10/2011
العمر : 48
الموقع : دشنا

محمد اقبال والأمة العربية د / عبد الله الطرازى  Empty
مُساهمةموضوع: رد: محمد اقبال والأمة العربية د / عبد الله الطرازى    محمد اقبال والأمة العربية د / عبد الله الطرازى  I_icon_minitimeالخميس نوفمبر 10, 2011 12:45 pm

شكرا على المرور والاضافة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://arena1-net.yoo7.com/
ابراهيم الدسوقى

ابراهيم الدسوقى


عدد المساهمات : 308
تاريخ التسجيل : 13/10/2011
العمر : 48
الموقع : دشنا

محمد اقبال والأمة العربية د / عبد الله الطرازى  Empty
مُساهمةموضوع: رد: محمد اقبال والأمة العربية د / عبد الله الطرازى    محمد اقبال والأمة العربية د / عبد الله الطرازى  I_icon_minitimeالخميس نوفمبر 10, 2011 12:50 pm

منزل محمد اقبال



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://arena1-net.yoo7.com/
 
محمد اقبال والأمة العربية د / عبد الله الطرازى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حديث الروح للشاعر محمد اقبال
» حديث الروح محمد اقبال \إلقاء بصوت ام كلثوم
» يا حبيبى يا رسول الله\سعاد محمد
» محمد صل الله عليه وعلي اله وأصحابه وسلم
» ردا على مقال محمد خضر الشريف جريدة المصريون فى حق شيخنا الشيخ محمد محمد الطيب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى روضة مجمع البحرين  :: الأدب والفنون-
انتقل الى: